
فاتنة حزب الله.. المرأة التي اختفت فجأة بعد ثبوت تورطها بالعمالة لإسرائيل وتقديمها معلومات أدت إلى استهداف قيادات عسكرية وميدانية مهمة، وتدمير مواقع استراتيجية ومخازن سلاح للتنظيم في جنوب لبنان، فمن هي؟ وماذا نعرف عن قصتها؟
جاءت من إحدى قرى الجنوب في عام 2006 إلى بيروت، شابة عشرينية، باحثة عن عمل لتتكفل بعائلتها، حيث عملت في محل تجاري لبيع مستحضرات التجميل، وبعد فترة كانت حاضرة في معارض لهذه المنتجات في عروض أزياء، وبعد أن تيسرت أحوالها، أحضرت طفلها الصغير ليعيش معها..
لم يكن مظهرها أو أسلوب حياتها المنفتح يوحيان ولو للحظة بأنها تنتمي إلى حزب الله أو تعمل لصالحه، حيث ظهرت كسيدة عصرية أنيقة تعيش حياة اجتماعية نشطة وتسافر إلى دول عربية وأوروبية باستمرار، وبدأ نجمها يسطع عندما دخلت مجال استيراد منتجات التجميل، حيث توسعت تجارتها بسرعة لافتة من دون أن يكون هناك معرفة واضحة لمصدر رأس المال الذي اعتمدت عليه، لكن خلف هذه الواجهة البراقة كانت تخفي دورًا أكثر خطورة، فقد تحولت إلى ما يشبه “بنكًا متنقلًا” للميليشيا، تنقل الأموال وتدير معاملات مالية بين أذرع الحزب في إفريقيا وأوروبا، مستخدمة غطاء التجارة والعلاقات الدولية لتسيير أعماله بعيدًا عن أعين الرقابة…
كانت المرأة تعلن أنها على استعداد أن تضحي بابنها في سبيل “نصر الله”، ورغم ابتعادها عن الحديث في السياسية في الأوساط اللبنانية الاجتماعية بشتى أنواعها إلا أنها كانت تؤكد أنها من “المحبين” وليست منتسبة لحزب الله..
لم يتوقف بيزنس “الفاتنة” التي كونت مجموعة عمل لخدمتها في مطار بيروت الدولي على مدار سنوات، تسهل لها كافة الأعمال الخاصة بنقل الأموال إلى حزب الله والقيام بعمليات غسيل أموال جعلتها توسع “واجهة” عملها لتذهب إلى فتح شركة أخرى تدير مطاعم للوجبات الجاهزة، حيث اتسع عملها سريعا في الخارج بدول غرب إفريقيا، إلا أن اختفاء الفاتنة تسبب في أزمة كبيرة بمستويات عليا بالميليشيا في ظل ما بات اعتياديا بعدم محاسبة من تحوم حولهم شبهات أو أدلة بالعمل لصالح الموساد الذي اخترق التنظيم بشكل غير مسبوق، وأسقطت قياداته بخيانة من الداخل، بينما اتضح في النهاية أنها ذهبت إلى دولة في غرب إفريقيا، حتى يتم “دفن” ملفاتها أو تسوية الأمر على الأقل في هذه الفترة، ربما لتعود من جديد.
